فاطمه
لم تعهد , نفسها , إلا و هي مقاتله , شبت وسط الحرب و وسط القنابل وسط
أطفال الحجاره , وفقدت جل عائلتها لم يتبقى لها سوى بندقيه فقد إستشهد كل
من أبواها ,و إخوتها , فحتى
أخيها التي كانت تحبه كثيرا , قصفوه بسلاح غادر .
تنهض في الصباح مدمنة بندقيتها , تشرب القهوة و هي تغازلها في حروف لا تعرف
معناعا و تتذكر قول محمود درويش :
نسيمك عنبر
و أرضك سكر
وقلبك أخضر
و إني طفل هواك على حضنك الحلو وأنمو و أكبر
و إني أحبك أكثر
, فتتساقط الدموع في عينيها , فهذه الوحده التي ضاقتها , لم تجعلها إلا أكثر
صلابه وقوه , فلم تعد تتق إلا ببندقيتها و بقتالها ,من أجل كل من أحببتهم و فقدتهم
,تواعدت معها وعد الحب و وعد الحريه ,عاهدتها بأن لا تكون عروس لأحد سوى
لبندقيتها الموروته من جدها الأكبر المقاتل في فلسطين .
و لن تزف , إلا في ثوب , أبيض لغزه,فبينها و بين غزة و بينها حب أسطوري , حب
مرسوم في جبينها كالحسنه , و في ذلك القدر المحتوم , لا بل نحث في شرايينها
عشقا يصحبها كل يوم
في عيونها العسليه ,كتبت قصائد الصمت و قصائد القتال , تواعدت معها ليل مساء ,
حتى قبيل النوم , تمسح على جسدها
تضمها , إليها مقبلة إياها . لا تنام إلا في حضنها و كأنها الأم الرؤوف .فقد جسدت فيها
روح كل أهلها و حبيبها و حتى وطنها النازف كل يوم , المستشهد في وطن السلام .
الكل يعرفها ,,,,,,, و من لا يعرف فاطمه و البندقيه,,,,,,,,,,في شوارع غزة تجوب معها ,
تحاورها كالقيتار ,لا تأبه بتحذيرات الصهاينه , لا تفهم لغة الإستسلام و لا لغة
الموت, غير لغة القتال تم القتال ترش ياسمينا متوجا بأوراق الزيتون ’ على
الطرق ,ترقص في
حبور بفستانها الأبيض الفضفاض كالحمامه مع بندقيتها ,,,,,,,رقصات السلام
فاطمه .
ج ف ب